وزير خارجية المغرب: أفريقيا تستطيع رسم مستقبلها بنفسها والاعتماد على “حلول داخلية”

صرح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بأن قارة أفريقيا تتميز بتداخل قضاياها السياسية مع ظروفها الاجتماعية والثقافية، مما يستدعي استخدام استراتيجيات تعتمد على الحوار والوساطة، والتمسك بالحلول الأفريقية التي تعكس واقعنا وهويتنا.

وأكد بوريطة على ضرورة تجاوز التحديات الكبرى لتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود، مثل تعزيز البنية التحتية، وزيادة التمويل للمشاريع الإقليمية، وإزالة العقبات الإدارية التي تعيق التعاون الاقتصادي.

وجاءت هذه التصريحات أثناء كلمته الافتتاحية في الدورة الثانية لمنتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية في البرلمانات الأفريقية، الذي عُقد في البرلمان المغربي بحضور رئيس مجلس النواب راشيد العلمي ورئيسة اللجنة الخارجية والدفاع الوطني سلمى بنعزيز، بالإضافة إلى عدد من رؤساء البرلمانات.

وأشار بوريطة إلى الدور الهام الذي يلعبه البرلمانيون في دعم الحكومات لتنفيذ الإصلاحات الضرورية، وتعديل التشريعات، ومتابعة الالتزامات القارية لضمان تحقيقها على أرض الواقع.

وأوضح الوزير أن المنتدى يُعتبر أكثر من مجرد منصة للنقاش، بل هو آلية فعالة لتنسيق الجهود وصوت موحد لصياغة مستقبل قارتنا.

من خلال تكاتف مساعينا، يمكننا توسيع قدرتنا على مواجهة التحديات المشتركة، وبناء أسس متينة لقارة أكثر استقرارًا وازدهارًا.

وأكد بوريطة على التزام المغرب تجاه هذا المنتدى، والذي يعكس قناعته الراسخة بأن أفريقيا قادرة على تحديد مسارها بنفسها، وأن الحلول لأزماتها يجب أن تأتِي من داخلها.

كما أضاف أن المغرب يستعد دومًا للعمل جنبًا إلى جنب مع أشقائه في القارة، لتحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة.

وأوضح بوريطة أن أفريقيا تمثل للمغرب، كما قال الملك: “أكثر من مجرد انتماء جغرافي وارتباط تاريخي، بل هي مشاعر عميقة من الحب والتقدير، وروابط إنسانية وروحية، وتعاون ذي مغزى”.

وذكر بوريطة أن أفريقيا تحظى بمكانة متقدمة في السياسة الخارجية المغربية، حيث يستثمر المغرب موارده في خدمة مصالح القارة من خلال التعاون جنوب-جنوب، كآلية فاعلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأضاف أن رؤية الملك محمد السادس قد جعلت من القارة الأفريقية حجر الزاوية في السياسة الخارجية للمغرب، مؤكداً على أهمية تعزيز السلم والأمن، والتنمية، واحترام وحدة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

كما أشار بوريطة إلى ايمان الملك محمد السادس بإمكانيات أفريقيا، مع رفضه لأي نوع من الاستغلال والانتهازية، مشيرًا إلى ضرورة رؤية الفرص في القارة بدلاً من التركيز على التحديات.

وخلص بوريطة إلى أهمية تعزيز الهوية والانتماء الجغرافي والثقافي، مشددًا على أن استقرار المغرب يرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار القارة الأفريقية، وأن تنميتنا تعتمد على تنمية أفريقيا.

وفي إطار الالتزام بمواجهة التحديات الأفريقية، يسهم المغرب في قوات حفظ السلام على الأراضي الأفريقية، ويستثمر أيضًا في الأمن الغذائي عبر المكتب الشريف للفوسفات، حيث يتجاوز استثمار المغرب 5 مليارات دولار في بناء مصانع الأسمدة في دول مثل إثيوبيا ونيجيريا والجابون.

كما كشف عن مشروع خط أنابيب الغاز الأفريقي الأطلسي الذي سيربط نيجيريا بالمغرب عبر 13 دولة، باستثمار عالمي يزيد عن 25 مليار دولار.

وفي جانب التنمية الاجتماعية والاقتصادية، يركز المغرب على الاستثمار وخلق القيمة المضافة أكثر من الاعتماد على التجارة وحدها، حيث تعكس المبادرات الملكية في منطقة الساحل والمحيط الأطلسي هذه الرؤية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى