ماجدة خير الله تكتب: المخرج تامر محسن يحقق إنجازاً جديداً في موسم رمضان

يعتبر تناول المواضيع التي تم طرحها سابقاً من بين أصعب التحديات التي يواجهها أي عمل فني. موضوع المُحلل، الذي تناولته السينما المصرية في عدة أعمال، غالبًا ما كُتب بأسلوب كوميدي كما في “طلاق سعاد هانم” و”الواد سيد الشغال” لعادل إمام. رغم اختلاف التفاصيل، تشترك معظم هذه الحكايات في نهاية واحدة، حيث يتحول المحلل أو الزوج المؤقت إلى عاشق يستمر في العلاقة إلى الأبد. ولكن، يبدو أن المخرج المتميز تامر محسن لا يسير على هذا النهج التقليدي في مسلسل “قلبي ومفتاحه”، حيث يظهر من حلقاته الأولى أن السيناريو الذي أبدعه لا يتوقف فقط عند قصة المُحلل، بل يستغلها كمدخل لاستكشاف العديد من العلاقات والأحداث العصرية التي قد تؤدي إلى جرائم عنف تجاه النساء، وتبدأ الأمور غالبًا بحكاية فتاة تعتقد أن الزواج يمثل سبيلها نحو الحياة الكريمة ولكنها تجد نفسها محاصَرة بنمط زواجي سيء.
يختار المخرج تامر محسن الدخول إلى موضوعه بطريقة تشد انتباه المشاهدين، حيث يقدم لنا شخصيتين من خلفيات مختلفة. “محمد عزت” (أسر ياسين) هو شاب متمسك بقيمه وعازب، يعمل كسائق أوبر ويعيش مع والدته المسيطرة “سما إبراهيم”. بينما “ميار” (مى عز الدين) هي أم مطلقة للمرة الثالثة تعيش ظروفًا اجتماعية صعبة وتحاول العثور على حلّ لمشكلاتها، بما في ذلك التعامل مع زوجها المتجبر “دياب” الذي يعتبرها جزءًا من ممتلكاته. بعد أن يمنحها الفرصة للزواج من مُحلل يؤدي إلى الطلاق خلال أسبوع، تجد ميار نفسها أمام خيار صعب، وتبدأ رحلة جديدة تلتقي فيها بمحمد عزت.
يقدم المسلسل مدخلًا مثيرًا، خاصة عندما يتعاطى “محمد عزت” مع زواجه من “ميار” بجدية دون أن يدرك أنها تسعى لتحقيق مصلحتها الشخصية. يطرح العمل مجموعة من الأسئلة الملحة: ماذا يحدث إذا تزايد تعلق “محمد” ب”ميار”؟ وما إذا كان بإمكانهما مواجهة جبروت “دياب”؟ شخصية “محمد عزت” تُظهر شخصًا مسالمًا يُفضّل تجنب الصراعات، لكنه يصبح أكثر عنفوانًا إذا تم تهديد ميار بالحرمان من طفلها، مما يجعلنا نترقب مصير العلاقة بينهما.
يعيد المخرج تامر محسن تشكيل الأدوار، حيث يجسّد “مى عز الدين” دورًا يختلف عمّا قدّمته من قبل، مما يبشر بإعادة اكتشاف قدراتها الفنية. أما “أسر ياسين” فيثبت أنه يمتلك القدرة على تجسيد شخصيات معقدة بعيدة عن صورته المعتادة. فشخصية “محمد عزت” تمثل شابًا راضياً عن وضعه إلى حد كبير، لكنه لن يتردد في مواجهة الصعوبات عندما يتعلق الأمر بحماية “ميار”. مسلسل “قلبي ومفتاحه” يثير فضول المشاهدين ويعيد لهم تساؤلات حول مصائر الشخصيات، بينما يسجل تامر محسن نجاحًا جديدًا يضاف إلى أعماله المميزة في ذاكرة الجمهور.
تابعوا المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025