صناعة الأسمنت “رأس الحربة” لزيادة الصادرات لأفريقيا ودول الجوار تزامنا مع عمليات الإعمار

تعتبر صناعة الأسمنت في مصر واحدة من القطاعات الأساسية التي تبرز من خلالها مؤشرات نمو ملحوظة في كل من الإنتاج والتصدير، خاصةً مع جهود إعادة إعمار البلدان المجاورة مثل ليبيا وسوريا وقطاع غزة، مما يعكس أهمية هذه الصناعة في تجاوز ظروف الحرب والنزاع.

تشير البيانات إلى أن إنتاج مصر من الأسمنت قد وصل إلى حوالي 45.8 مليون طن في عام 2022، حيث حققت المبيعات نحو 42.4 مليون طن خلال نفس العام. وخلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، ارتفع الإنتاج إلى 25.4 مليون طن، محققًا زيادة قدرها 2.1 مليون طن مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، الذي سجل إنتاجه 23.3 مليون طن.

كما برزت صادرات الأسمنت المصري كأحد الجوانب المضيئة في السنوات الأخيرة؛ ففي عام 2022، بلغت قيمة الصادرات 670 مليون دولار، وهي زيادة ملحوظة مقارنةً بـ465 مليون دولار في عام 2021، ما يساوي ارتفاعًا بنسبة 44%. وفي عام 2023، واصلت القيمة الارتفاع لتصل إلى 770 مليون دولار، بزيادة تبلغ 14% عن العام السابق.

تسعى مصر حاليًا إلى تعزيز صادرات الأسمنت في المرحلة المقبلة كجزء من استراتيجية الدولة لتعظيم الصادرات، مع هدف مضاعفة تلك الصادرات ثلاث مرات. ومع ذلك، يرتبط هذا بتعزيز الإنتاج المحلي، الذي شهد ارتفاعًا في الأسعار خلال الشهرين الماضيين.

توزعت صادرات الأسمنت المصري على 95 دولة حول العالم، حيث تتصدر الدول الأفريقية قائمة الأسواق المستوردة. وعلى سبيل المثال، أبرز المستوردين في عام 2023 كانوا ساحل العاج وغانا وليبيا.

تعكس هذه الأرقام التطور المستمر في صناعة الأسمنت المصرية، سواء من ناحية زيادة الإنتاج أو تنوع الأسواق التصديرية.

ويعمل في هذا القطاع 19 شركة، باستثمارات تتجاوز 225 مليار جنيه، حيث تصل الطاقة الإنتاجية لهذه الشركات إلى 82.5 مليون طن سنويًا.