موقع أمريكى: إدارة ترامب فرضت نهاية الحرب فى أوكرانيا ووقف توسع الناتو

ذكرت صحيفة “ذا ناشونال انترست” الأمريكية أن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة قد أدت فعليًا إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا وأوقفت توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
في مقال تحليلي نُشر اليوم /السبت/، أكدت الصحيفة أن إدارة ترامب أزالت العقبات وبدأت في التفاوض لإنهاء النزاع بعيدًا عن أوكرانيا، حيث وجدت كييف، التي اعتادت على الدعم المطلق من البيت الأبيض خلال ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، نفسها مضطرة للامتثال لما يتفق عليه الزعيمان الأمريكي والروسي.
وأشارت تصريحات مسؤولي إدارة ترامب إلى أن أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات إقليمية، مع ضمان عدم انضمامها إلى الناتو على الإطلاق.
وتؤكد الصحيفة أن الاعتماد الأوكراني الكلي على المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو يجعل من السخف توقع أن يكون لكييف دور بارز في المفاوضات. فبينما اتبعت التوجيهات الأمريكية في ساحة المعركة، تبدو الآن مترددة في الاستجابة للدبلوماسية الأمريكية.
وقد أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن إنهاء الحرب مرتبط بمعالجة الأسباب التي دفعت لقيام الحرب، مثل الخوف من انضمام أوكرانيا إلى الناتو وتحويلها إلى قاعدة عسكرية تهدد الأمن الروسي. وقد بدأت إدارة ترامب بالفعل في تهدئة هذه المخاوف من خلال تأكيدها القاطع بأن أوكرانيا لن تكون جزءًا من الناتو.
من الناحية القانونية، فإن أوكرانيا ليست مؤهلة للانضمام إلى الناتو بسبب النزاعات الإقليمية الحالية، حيث تمنع لوائح الحلف قبول الدول التي تواجه نزاعات مسلحة، مما قد يجبره على التدخل مباشرة وفقًا للمادة الخامسة من ميثاقه. ومع ذلك، قدم الناتو دعمًا غير مسبوق لكييف على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلا أن هذه الجهود لم تُسفر عن نتائج.
مما يبدو أن أوكرانيا قد تضطر لقبول التخلي عن نحو 20% من أراضيها لصالح روسيا.
في إطار جهود الدبلوماسية، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمدة 90 دقيقة، حيث توصلا إلى اتفاق مبدئي لعقد لقاء في الرياض، على الرغم من عدم تحديد موعد رسمي بعد. كما تناولا إمكانية تنظيم قمتين إضافيتين، واحدة في روسيا والأخرى في الولايات المتحدة. ولم يخفِ ترامب رغبته في إنهاء الحرب، حتى أنه لمح في مقابلة صحفية إلى احتمال أن تصبح أوكرانيا جزءًا من روسيا في المستقبل، وهو ما يعكس رغبات القوميين الروس.
يشير الواقع إلى أن الحرب في أوكرانيا قد انتهت بالفعل: فلم يُعلن ترامب ذلك بشكل مباشر، لكنه اتخذ خطوات لضمان عدم استمرار النزاع. فقد هزمت روسيا أوكرانيا، مما يعني هزيمة الناتو أيضًا، وهي الرواية التي ستطرحها موسكو للعالم، وقد يصدقها الكثيرون بالنظر إلى مجريات الصراع. أمام أوكرانيا خياران: إما قبول تسوية مذلة تتضمن التنازل عن الأراضي المحتلة، أو مواجهة هزيمة قاسية على يد الجيش الروسي، وفقًا لما ذكره الموقع الأمريكي.
وفي تطور آخر، يبدو أن ترامب اتخذ خطوة غير مباشرة لاستنزاف قوة حلف الناتو. خلال لقائه مع قادة الحلف، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث على ضرورة تحمل الأوروبيين لمسؤولية دفاعهم بدلاً من الاعتماد على الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن أوروبا، رغم قوتها الاقتصادية والتكنولوجية، لا تزال عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها العسكرية، وكانت رسالة الإدارة الأمريكية واضحة: واشنطن لن تكون “الطرف الساذج” بعد الآن. ولم يكن ذلك مرتبطًا بأوكرانيا فحسب، بل شمل أيضًا تحذيرًا بأن الولايات المتحدة قد لا تتدخل في أي صراعات مستقبلية ضد روسيا، رغم التزاماتها الدفاعية ضمن الحلف.
ومع هذا النهج، يبقى السؤال الأهم: هل ستكتفي روسيا بما حققته، أم أنها ستواصل الزحف نحو العمق الأوروبي؟ والأهم، هل ستكون أوروبا قادرة على مواجهة أي تهديد مستقبلي دون دعم الولايات المتحدة؟