“ليب” يبدأ رحلته من السعودية إلى العالم: تنظيم نسختين في الرياض وهونج كونج العام المقبل

اختتمت النسخة الرابعة من مؤتمر “ليب 2025” أعمالها في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، تحت شعار “نحو آفاق جديدة”. وقد أثار المؤتمر اهتماما كبيرا كونه الحدث التقني الأهم في المنطقة، حيث بلغت الاستثمارات فيه نحو 14.9 مليار دولار، مما يبرز المملكة كوجهة محورية للاستثمار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وفقًا لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
تعد منصة “ليب” عالميةً بحق، حيث تجمع أبرز المفكرين وتنفيذي التكنولوجيا في العالم الرقمي، مما يساهم في دعم رواد الأعمال وتعزيز الابتكار في عصر الذكاء الاصطناعي. وتعمل منصة “ليب” على دفع مسيرة التحول نحو اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام، تحت تنظيم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة تحالف.
جمع المؤتمر عددًا يقترب من 1800 جهة محلية ودولية، وألف متحدث عالمي، وسط حضور تجاوز 200 ألف زائر، بالإضافة إلى مشاركة 680 شركة ناشئة، ليؤكد بذلك مكانة المملكة كمركز رئيسي للابتكار التكنولوجي ودورها المتزايد في جذب العقول والشركات الكبرى في هذا المجال.
وقد شهد المؤتمر توقيع العديد من الصفقات الكبيرة، مثل شراكة تقدر بـ 1.5 مليار دولار بين “غروك” و”أرامكو ديجيتال”، بالإضافة إلى استثمار بمليارين دولار بين “آلات” السعودية و”لينوفو” الصينية لإنشاء مركز تصنيع متطور. كما تم إطلاق مشاريع جديدة لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتشجيع الابتكار، مما يجعل المملكة وجهة مغرية للاستثمارات التقنية على الصعيد الدولي.
حجم محافظ الأصول الخاصة بالشركات المشارِكة تجاوز 22 تريليون دولار، مما يعزز من قوة المملكة كوجهة جذابة للاستثمار في التكنولوجيا.
وفي تعليق له، أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحه أن النجاحات التي حققها القطاع التقني في المملكة هي نتيجة الدعم المتميز من ولي العهد السعودي، مشيدًا بجهود الحكومة والقطاع الخاص في الدفع بالواقع التقني، مما يرسخ مكانة السعودية كقائد في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، أشار فيصل الخميسي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز ورئيس مجلس إدارة شركة تحالف، إلى أن “ليب 2025” لم يكن مجرد مؤتمر تقني، بل منصة عالمية شهدت أكبر نسخة على الإطلاق، تساهم في تعزيز الابتكار وتسهيل التواصل بين الشركات الناشئة والمستثمرين. وأكد الخميسي أن المؤتمر لم يقتصر على الاستثمارات الكبيرة فقط، بل شهد أيضًا حركة نشطة بين الشركات الناشئة والمستثمرين، مما أسفر عن صفقات نوعية ودعم لمشاريع ريادية جديدة.
وأضاف أن “ليب” أصبح معيارًا عالميًا في سرعة تنفيذ الصفقات وإطلاق مشاريع جديدة، حيث مكن الشركات الكبرى من إتمام صفقات خلال أيام قليلة، وهو ما قد يستغرق عادة سنة كاملة من العمل.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات “ليب” من السعودية إلى العالم، إذ سيتم تنظيم نسختين العام المقبل، واحدة في الرياض والأخرى في هونغ كونغ، مما يعزز من دور السعودية كمركز محوري في الاقتصاد الرقمي ومجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي، ويمدد تأثيرها على الصعيد الدولي.