اختتام قمة القادة الأوروبيين لمناقشة الأمن الأوروبي وأزمة أوكرانيا

اختتم الاجتماع غير الرسمي الذي جمع قادة عددٍ من الدول الأوروبية في باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تم تناول قضايا الأمن الأوروبي والوضع في أوكرانيا، وسط مؤشرات على نية الإدارة الأمريكية للتفاوض مباشرة مع روسيا لوضع حد للحرب.
حضر الاجتماع شخصيات بارزة، من بينهم رؤساء حكومات ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته.
أوضحت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) أن الهدف من الاجتماع كان لبدء مشاورات بين القادة حول القضايا المتعلقة بأوكرانيا والأمن في أوروبا، مشيرة إلى إمكانية استمرار النقاشات “بطرق أخرى” لجمع جميع الشركاء المهتمين بسلام وأمان المنطقة.
وفي تصريحات أدلى بها في سفارة ألمانيا بباريس، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن رفضه لفكرة فرض سلام على أوكرانيا، مشددًا على أنه “لا يمكن قبول أي شروط تفرض على أوكرانيا تحت أي ظرف”. وأضاف أنه من الضروري مواصلة الدعم لكييف، قائلاً: “أوكرانيا يمكنها الاعتماد علينا وسنستمر في دعمها”.
وكان الرئيس ماكرون قد قام، في وقت سابق، بإجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب قبل انعقاد هذا الاجتماع الطارئ حول أوكرانيا في باريس.
تأتي هذه القمة في وقت حرج للعلاقات عبر الأطلسي، حيث يشعر الأوروبيون بالقلق إزاء المبادرات التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي استأنف الاتصالات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأعلن ترامب مؤخرًا أنه سيجتمع مع بوتين في السعودية لبدء مفاوضات حول أوكرانيا، التي تدخل الحرب فيها عامها الرابع في 24 فبراير. ومع ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الاجتماع المقرر انعقاده غدًا (الثلاثاء) في الرياض ليس “مفاوضات” بشأن أوكرانيا، بل هو متابعة للمكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين.
كما جاء هذا الاجتماع بعد انتهاء مؤتمر ميونخ الأمني في ألمانيا، حيث ألقى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خطابًا انتقد فيه الاتحاد الأوروبي، متهمًا إياه بوضع قيود على حرية التعبير، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدرس خيارات للتفاوض بشأن أوكرانيا من دون الأوروبيين.
في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو يوم الأحد بأن “الأوكرانيين وحدهم هم المخولون بقرار وقف القتال، وسندعمهم ما داموا لم يتخذوا هذا القرار”. كما أكد أن “الأوروبيين سيكون لهم دور في المناقشات حول إنهاء الحرب في أوكرانيا”.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد أعلن أن كييف لن تشارك في المحادثات المزمع عقدها في السعودية بين الولايات المتحدة وروسيا حول إنهاء الحرب. وخلال تصريحاته للصحفيين من دولة الإمارات، حيث يقوم بزيارة رسمية، أكد أن أوكرانيا “لا تعترف” بأي اتفاق يتم التوصل إليه بين روسيات وأمريكيين دون وجودها.