رئيس جودة الحياة: البرنامج يساهم بـ 72 مليار ريال في الناتج المحلي و86% نسبة رضا السكان

لم تكن رفاهية السكان في المملكة العربية السعودية من الأولويات أو الأهداف الرئيسية قبل عام 2018، حيث كان الاقتصاد حينها يركز أساساً على تقديم الخدمات الأساسية وتطوير البنية التحتية وتعزيز النمو، دون أن تحتل جودة الحياة مكانتها ضمن الأجندة العامة.
لكن في مايو 2018، شهدت جودة الحياة في السعودية تحولاً ملحوظاً مع إطلاق برنامج جودة الحياة، الذي يعد جزءاً رئيسياً من رؤية 2030. كان الهدف من البرنامج هو تحسين مستوى الخدمات في المدن وتطوير قطاعات حيوية لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي.
في حوار مثير مع خالد البكر، الرئيس التنفيذي للبرنامج، تم تسليط الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه برنامج جودة الحياة، حيث أكد أن تنظيم آلاف الفعاليات في مجالات الثقافة والترفيه والرياضة والسياحة قد ساهم في تغيير الصورة النمطية عن المملكة.
وكشف البكر أن البرنامج ساهم في الناتج المحلي الإجمالي السعودي بحوالي 71.9 مليار ريال بحلول منتصف 2024، محققاً 96% من الهدف المسطر بنهاية العام.
كما أشار إلى أن الفرص التي لم تكن مستغلة من قبل في خمسة قطاعات حيوية أصبحت قصصاً من الماضي، مع تركيز البرنامج على اقتناص الفرص والتنويع الاقتصادي.
ووفقاً لمؤشرات رضا السكان، بلغ معدل الرضا عن المشهد الحضري 86.25%، بينما سجل الرضا عن ظروف المعيشة للوافدين 127%، مما يعكس تحولاً ملموساً في جودة الحياة في المملكة.
وإليكم تفاصيل الحوار:
– ما هو الدور الرئيسي لبرنامج جودة الحياة ولماذا تم إطلاقه في 2018؟
يسعى برنامج جودة الحياة إلى تحويل السعودية إلى وجهة متكاملة للعيش والعمل، من خلال تحسين جودة الحياة وخلق بيئة تدعم التنوع الاقتصادي ورفاهية المجتمع.
البرنامج يأتي كجزء من رؤية 2030، يهدف إلى تعزيز رفاهية السكان عبر تحسين المشهد الحضري وتطوير الخدمات والقطاعات الأساسية مثل الثقافة والترفيه والسياحة، مما يسهم في إغناء تجارب الأفراد في حياتهم اليومية.
– كيف أثر البرنامج على جودة الحياة في السعودية بعد انطلاقه؟
قبل عام 2018، كان التركيز على الجوانب الاقتصادية والخدمات الأساسية، مما جعل الفرص في المجالات الثقافية والترفيهية محدودة. لكن بعد إطلاق البرنامج، تحسنت مستويات الوصول إلى مرافق الثقافة والترفيه، مع تنظيم الكثير من الفعاليات التي جعلت من المملكة وجهة جذابة للمواطنين والزوار.
وفي ظل هذا التوجه، تم تحسين بنية المدن التحتية بشكل كبير، مما أدى إلى بيئة حضرية أكثر تطوراً تعزز من جودة الحياة، مدفوعةً بجهود متكاملة من الحكومة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.
– ما هي نسب الإنجاز في القطاعات المرتبطة بجودة الحياة مثل الرياضة، السياحة، والتراث؟
حققت المملكة تقدماً ملحوظاً في عدة جوانب؛ ففي الرياضة، زاد عدد الأشخاص الذين يمارسون النشاطات الرياضية الأسبوعية إلى 58.5%. كما ارتفع عدد تراخيص المنشآت الرياضية الخاصة من 1259 في 2019 إلى 3319.
وفي مجال السياحة، سجلت المملكة أكثر من 100 مليون سائح بنهاية 2023، متجاوزةً الهدف المنشود لعام 2030. وهذا النجاح دفع المستهدف لعام 2030 إلى 150 مليون سائح.
وفي الثقافة، ارتفعت نسبة السعوديين العاملين في القطاع إلى 216878 موظفاً، متجاوزةً الأهداف المحددة، كما تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية التي جذبت الزوار.
حتى منتصف 2024، بلغ حجم الإنفاق في السياحة 209 مليارات ريال، مما يعكس الجهود الحكومية نحو النهوض بالبنى التحتية.
– كيف أسهم البرنامج في الناتج المحلي الإجمالي؟
لقد أسهم برنامج جودة الحياة في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي من خلال زيادة الاستثمارات في مجالات السياحة والترفيه، حيث بلغ إسهامه حوالي 1.5 مليار ريال في 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 71.9 مليار ريال بحلول منتصف 2024.
– كيف يدعم البرنامج الاستثمارات والمبادرات المختلفة؟
يسهم برنامج جودة الحياة في جذب الاستثمارات عن طريق خلق بيئة ملائمة. فقد وصلت استثمارات القطاع غير الحكومي إلى 21.9 مليار ريال في الربع الثاني من 2024. وتم تحقيق شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص لتسريع التنمية.
– هل يوفر البرنامج دعماً للمستثمرين الصغار؟
يركز برنامج جودة الحياة على دعم المستثمرين من خلال صناديق تمويل حكومية وشراكات مع جهات تساهم في توفير التمويل اللازمً.
– كيف تساهم المولات والمطاعم الراقية في تحسين جودة الحياة؟
تشير المؤشرات إلى أن تزايد عدد المولات والمطاعم الراقية يسهم في رفع جودة الحياة، حيث تجاوزت المساحات التجارية المستهدفات. توفر خيارات متعددة تجعل المجتمع يشعر بالرفاهية.
– ما هو دور القطاع الخاص في دعم جودة الحياة؟
للقطاع الخاص دور أساسي في تحسين جودة الحياة من خلال توسيع البنية التحتية وتقديم الخدمات اللازمة. التعاون بين القطاعين العام والخاص يساهم في تحقيق نتائج أفضل.
– كيف ينعكس اهتمام المواطنين بالنشاطات الثقافية والإنفاق عليها؟
تظهر الأرقام زيادة في الاهتمام بالثقافة، حيث عُقدت العديد من الفعاليات الثقافية وتجاوز عدد الزوار 133 ألف زائر. هناك مشاريع ثقافية بارزة تحمل في طياتها الكثير من الإمكانيات.
– ماذا عن المشاريع الإسكانية؟
جميع المشاريع الإسكانية تهدف إلى تقديم بيئة معيشية ذات معايير عالية في التصميم الحضري، حيث يتم العمل على مشاريع تركز على تنمية مستدامة.
– كيف تسهم الخدمات البلدية في تعزيز جودة الحياة؟
تحظى خدمات البلدية بأهمية كبيرة في تحقيق الجودة، حيث يسعى البرنامج إلى تحسين البيئة الحضرية من خلال مبادرات مختلفة لتعزيز رفاهية السكان.
– أخيرًا، كيف يساهم قطار الرياض في رفع جودة الحياة؟
يوفر قطار الرياض نظام نقل حديث يساهم في الحد من الازدحام ويسهل الوصول إلى الأماكن الحيوية، ويمثل نقلة نوعية في مجال النقل العام.
– كيف يستفيد البرنامج من التحول الرقمي؟
برنامج جودة الحياة يستثمر في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات البلدية وتعزيز التجارب السياحية، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من خلال هذه المبادرات، يتضح كيف يسعى برنامج جودة الحياة إلى تطوير المجتمع السعودي، وجعله بيئة مثالية لعيش المواطنين والزوار على حد سواء.